بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين .
حياكم الله وبياكم وسدد على طريق الحق خطاي وخطاكم ، مرحباً بكم في اليوم الثالث من فعاليات خيمة أحببتك أكثر يا رسول الله الرمضانية ، والتي تطرقنا فيها إلى كيف يستقبل الرسول صلى الله عليه وسلم رمضان ، و كيف كانت عبادته فيه ، واليوم ننطلق إلى موضوع جديد وهو سحوره و فطوره صلى لله عليه وسلم .
ما جاءت هذه السلسلة إلا لتبين بعض سنن النبي صلى الله عليه وسلم حتى نقتدي بها قال تعالى : ((
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) سورة الاحزاب
أولاً : سحوره صلى الله عليه وسلم .كان صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على وجبة السحور لما فيها من بركة و لما كانت تعين الصائم على العمل والعبادة في باقي اليوم فعن أنس بن مالك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "
تسحروا فإن فى السحور بركة " ( البخاري / الجامع الصحيح ) .
وفي حديث عبدالله ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم:
قال استعينوا بطعام السحر على صيام الدهر وبقيلولة النهار على قيام الليل . ( الكامل في الضعفاء )
ومن المحزن أن هذه السنة أصبحت مهجورة ، فتجد معظم الناس يتناول طعام السحور في وقت مبكر جداً حتى أن البعض قد يجعل وجبة السحور هي نفسها وجبة" الغبقة " كما تعرف عند أهل الخليج .
ولكن السنة هي تأخير السحور إلى قبل أذان الفجر بوقت قصير لما رواه أنس بن مالك :
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت رضي الله عنه تسحرا ، فلما فرغا من سحورهما قام نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فصلى . قلنا لأنس : كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة ؟ قال : كقدر ما يقرأ الرجل خمسين آية . ( البخاري / الجامع الصحيح ).
والسحور لمن لا يعلم من خصائص الأمة الإسلامية فالأمم السابقة من قبلنا كانوا يصومون ولا يتسحرون ، فعن عمرو بن العاص – رضى الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب ، أكلة السحر" ( مسلم / المسند الصحيح )
ثانياً : فطوره صلى الله عليه وسلم .كان من سنن الرسول صلى الله علية وسلم تعجل الفطور لحديث ابو ذر الغفاري :
لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطور.
وكان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم انه يكسر صومه ببضع تمرات أو شربات من ماء ثم يقوم لصلاة المغرب ثم يكون جلوسه للفطور كاملاً و لا يؤخرها أي صلاة المغرب كما يفعل الناس اليوم يجلسون على مائدة الإفطار حتى يشبعون ومن ثم يصلون . لحديث أنس بن مالك : عن أنس بن مالك قال:
كان النبي يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء . (الترمذي / سنن الترمذي).
والبعض قد يفهم معنى الحديث خطأ أن الرسول يفطر فطوره الكامل قبل الصلاة . والدليل على ذالك ما رواه أبي عطية قال :
دخلت أنا ومسروق على عائشة فقلنا : يا أم المؤمنين , رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة , والآخر يؤخر الإفطار , ويؤخر الصلاة فقالت : أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة ؟ قلنا : عبد الله بن مسعود . قالت : كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رواه مسلم /سنن ابي داود ).
وسبحان الله هذا فيه رحمة على الناس ، فكنت اسمع لأحد الأطباء يقول أن تناول كميات كبيرة من الأكل بعد الصوم مباشرة قد يضر بالمعدة لانها لم تستقبل طعام مدة طويلة فترة الصوم . فسبحان الله في إتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة وفائدة .
وكان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول عند الفطر "
اللهم أنى لك صمت وعلى رزقك أفطرت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، ذهب الظمأ ، وأبتلت العرق وثبت الأجر يا واسع الفضل إن شاء الله " ( رواه ابو داود )
نلتقي غداً أن شاء الله في موضوع جديد يتكلم عن"
آدابه صلى الله عليه وسلم عند الأكل" إلى ذالك الحين نترككم براعية الله وحفظة .